أكتب مقالي هذا بعد تصريح النائب خالد العدوة الأخير بعدم الانضمام لموقعي كتاب عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء ، وبذلك تضاءلت فرص سقوط الحكومة إلى أدنى درجاتها ، أكتب مقالي هذا بعد أن وصل الموافقين على عدم التعاون إلى عدد ( 22 ) نائبا يرون عدم إمكانية التعاون مع حكومة تضرب المواطنين ، بحجة أنهم خالفوا القانون .
السؤال المهم هنا : هل سيفشل الاستجواب بعد حسبة الأرقام ؟ الجواب هو : لا بكل تأكيد ، فالغرض من الاستجواب كان محاسبة رئيس الحكومة على التقصير في القيام في واجباته المنوطة به ، وقد تم ذلك ، وناله من التجريح السياسي ما ناله ، وارتفع عدد عدم المتعاونين معه من ( 13 ) نائب في الاستجواب السابق إلى ( 22 ) هذه المرة .
هناك الكثير من النقاط التي يجب نشير إليها في خضم التجاذبات السياسية في المرحلة الحالية ، والتي يجب أن تكون حاضرة في أذهان السياسيين في المستقبل :
1- العنف لا يحل المشاكل ، والهراوات والمطاعات والقنابل الدخانية والرصاص المطاطي لن ترهب شباب الكويت الذي تربى على حرية التعبير ، ومارسها قولا وفعلا .
2- استخدام الإعلام الرسمي لترويج أخطاء الحكومة لم يعد مجديا في ظل القنوات الفضائية الحرة ، التي تتلمس نبض الشارع ، وعلى رأسها قناة الراي ، وغيرها من القنوات الجديدة التي ظهرت بعد الأحداث الأخيرة .
3- التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل بين البشر مثل المنتديات والمدونات والفيس بوك والتويتر والواتس أب وغيرها كانت لاعبا أساسيا في الصراع السياسي ، ولم يعد مفيدا أن نجند بعض المرتزقة لترديد ما نريده من أفكار ، بل كان الأولى أن نجعل مثل تلك التكنولوجيا وسيلة لقياس الرأي العام .
4- المال السياسي كان لاعبا أساسيا أيضا في ظل المرحلة التي تعيشها الكويت ، وإذا كان له دور في المرحلة الحالية ، فقد يتقلص دوره في ظل الوعي السياسي المتنامي للشباب .
5- ظاهرة ( الانتحار السياسي ) لبعض السياسيين من نواب وناشطين وكتاب ومرتزقة ، تدعونا لمزيد من التأمل في حجم الفساد الذي بدأ يستشري في جسد الكويت من أجل مصالح دنيوية ضيقة .
ختاما ... ومهما كانت نتيجة الاستجواب ، فلا أقول لسجناء الرأي ، محمد عبدالقادر الجاسم والدكتور عبيد الوسمي ، إلا كل عام وأنتم والكويت والأحرار بخير ، وللوسمي بشكل أخص أقول : سنة حلوة يا جميل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق