08 يناير 2011

قصة ( ليلى والذئب ) على لسان حفيده



يقول حفيد الذئب المفترى عليه :
كان جدي ذئبا لطيفا ووديعا ، عانى آخر عمره من أكل اللحوم ، فقرر أن يكون نباتيا ، أي أن يعيش على أكل الخضروات والفواكه فقط ، ووجبات ( الفيجي ) الجاهزة إذا توفرت .
 في الغابة كانت تعيش فتاة ( شريرة ) مع جدتها ، واسمها ليلى ، التي كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش ، التي كان يقتات عليها جدي ، وقد حاول أكثر من مرة منعها من تكرار تلك الأفعال بالتي هي أحسن ، ولكن ليلى ( الشريرة ) أعطت لجدي الذئب الوديع ظهرها ، ولم ترحم نداءاته المتكررة للحفاظ على المسطحات الخضراء .
استمرت ليلى ( الشريرة ) في العناد ، وتخريب حشائش الغابة إمعانا في الإضرار بجدي المسكين ، فقرر وقتها الذهاب إلى جدتها ، لينقل لها وجهة نظره بشأن أفعال حفيدتها (الشريرة) التي لا تحترم من هم أكبر منها سنا ، وأكثر منها خبرة وتجربة في الحياة .
المهم .. وبعد أن طرق جدي الذئب الوديع باب جدة ليلى ، سلم عليها وتجاذب معها أطراف الحديث ، ثم كلمها بشأن ليلى ( الشريرة ) ، وكيف أنها تقوم بأفعال من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة ، وطالبها بأن تتدخل بحزم لتتوقف ليلى عن تلك الأفعال غير المسئولة .
ولكن للأسف .. كانت الجدة ( شريرة ) أكثر من حفيدتها ، ورفعت العصا في وجه جدي الذئب الوديع الطيب ، تريد ضربه وإخراجه من البيت ، وهنا لم يملك جدي إلا أن يدافع عن نفسه ، وصدقوني هو لم يقم بأي فعل سوى أنه دافع عن نفسه من بطش تلك الجدة (الشريرة) ، فقد أرادت أن تحطم رأسه ، فقاومها بكل لطف ، محاولا تجنيب نفسه ضرباتها الموجعة ، فدفعها بيديه فقط ، صدقوني بيديه فقط ، فسقطت جدة ليلى على الأرض ، وارتطم رأسها في السرير ، فتمددت على الأرض ، دون حراك .
وهنا تملك الخوف قلب جدي وازداد خفقانه (ولا يزال الكلام على لسان حفيد الذئب المفترى عليه) ،  وأخذ يفكر بمستقبل ليلى ، وكيف سترى حال جدتها وهي ممددة على الأرض ، فقرر أن وضع الجدة تحت السرير ، والنوم مكانها بعد أن لبس لباسها .
وعندما وصلت ليلى ( الشريرة ) بيت جدتها ، لاحظت تغيرا في صوت جدتها ، كما أن أنفها وأذناها أصبحا أكثر طولا ، فدخل الشك قلبها ، وهرعت إلى الباب مسرعة ، وأخذت تلكم ( الشريرة ) تنشر الإشاعات الكاذبة والملفقة ( زروا وبهتانا ) عن جدي الذب الوديع ، بأنه أراد أن يأكلها ، بعد أن أكل جدتها !!
انتهت القصة على لسان حفيد الذئب المفترى عليه ، هل رأيتم كم كنا أغبياء عندما صدقنا ما قالته لنا ليلى ( الشريرة ) ، واتهمنا ( الذئب ) الوديع اللطيف دون دليل أو برهان ، لك الله يا ذئب ، ولا تلتفت إلى الوراء ، فالحقيقة لا بد أن تظهر يوما ما ، وإن زيفها أهل الباطل.
* ملاحظة : هذه القصة وصلتني بالواتس أب باللهجة الكويتية ، فتحملت كثيرا كي أطورها إلى الفصحى المخففة ، وما فعلت ذلك إلا دفعا لتزييف الحقائق ، الذي يمارسه إعلام فاسد ، يتهم ذئبا ( بريئا ) ، ويبرئ ساحة ليلى ( الشريرة ) .


* ملاحظة ثانية : بعد نشر المقال في جريدة الراي اتصل بي صديقي الدكتور مصطفى أبوالسعد ليبلغني بأنه هو مؤلف القصة ، لذا لزم التنويه .

ليست هناك تعليقات: