04 يناير 2011

وزارة الداخلية وروح الدعابة


لم أكن أعلم أن قيادات وزارة الداخلية تملك روح الدعابة إلى هذا المستوى ، حتى تابعت المؤتمر الصحفي الأول والذي عقد بعد أحداث ندوة الثامن من ديسمبر في ديوان الحربش ، تبريرا لموقفها وأفعالها تجاه المواطنين العزل ، وخصوصا أفراد القوات الخاصة ومكافحة الشغب .
أحدهم يقول أن إصابات بعض المواطنين كانت نتيجة لتدافع المواطنين وسقوطهم من الرصيف ، ولِمَ كان التدافع ؟ أليس بسبب الهجوم المباغت للقوات الخاصة عليهم واستعمال القوة معهم ، استنادا على قانون ملغي بموجب المحكمة الدستورية ؟! 
آخر يقول أننا كوزارة داخلية لم نستعمل : القنابل المسيلة للدموع ، والطلقات المطاطية ، والرصاص الصوتي في الهواء ، كما يستعمل في الدول الأخرى ، وذلك احتراما لكبار السن ، وحتى لا يفزع الناس في المنطقة المحيطة لمكان الندوة ، فقط استعملنا الهراوات والمطاعات لتفريق الجموع ، فقط الهراوات !! ليش والهراوات شوية أمام مواطنين عزل ؟ وما السبب ؟!
ثالث يؤكد أن المواطنين المحتشدين في الندوة هم الذين بدؤوا بالتحرش في أفراد القوات الخاصة ، عندما تلفظوا عليهم بألفاظ نابية ، ورموهم بالطفايات ، فما كان من القوات الخاصة إلا الدفاع عن أنفسهم ! طيب واقتحامهم حرمة البيوت المحمية بنص الدستور ، والمثبتة بالصوت والصورة بم تفسرها لنا يا حضرة الضابط ؟!
لربما كنت سأصدق ما جاء في المؤتمر الصحفي لبعض قيادات وزارة الداخلية لو كنا في غير هذا العصر ، حيث الهواتف الذكية بكاميراتها الرقمية التي تنقل كل شيء بالصوت والصورة في وقت الحدث ، من خلال التويتر والواتساب والمنتديات واليوتيوب .
أكثر ما أضحكني في المؤتمر الصحفي هو استعانة الوزارة بما تم تصويره من خلال قناة الجزيرة وقناة الراي ، واجتزاء مقطع قصير جدا يظهر شيئا طائرا من جهة جمهور الندوة باتجاه القوات الخاصة ، لإيصال رسالة مفادها أن الناس هم من بدأ بالتعدي على قوات الأمن وليس العكس ، وأعتقد أن وزارة الدخلية تملك تصويرا خاصا بها في مثل هذه الظروف ، وفي الصور المنشورة وخاصة تلك التي يجر فيها الخبير الدستوري الدكتور عبيد الوسمي من رجله ويضرب بالهراوات على رأسه وظهره ، يظهر رجل مدني يمسك بكاميرة فيديو دون أن يعترضه أحد ، فلم لم يستعن المؤتمرون بما تحمله تلك الكاميرة من مشاهد مشرفة لهم بكل تأكيد .
كما كنت أتمنى ألا يتحجج الضباط المؤتمرون بتوجيهات حضرة صاحب السمو لتبرير ضرب المواطنين العزل ، وعلى رأسهم ممثلي الأمة ، فحضرة صاحب السمو لم ولن يأمر بضرب المواطنين ، فهو والد الجميع ، ورأس السلطات الثلاث ، فلا تبرروا فعلتكم بضرب المواطنين العزل وإهانة كرامة الأمة ، بتفسيركم وفهمكم الخاطئ لتوجيهات حضرة صاحب السمو أميرا البلاد بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء .
الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية ، وبعد هذه الأحداث المؤلمة التي أهانت فيها كرامة الأمة ، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالاستقالة الفورية ، فقد انتُهِك الدستور أمام كاميرات القنوات الفضائية المحلية والعالمية ، ومع ذلك يخرج لنا كبار ضباط وزارة الداخلية في مؤتمر صحفي ومن خلال شاشة الإعلام الرسمي ، ليكشفوا لنا كم كان أولئك الضباط أبرياء وهم يضربون بالهراوات والمطاعات شعبا أعزلا ، ذنبه الوحيد أنه مارس حرية التعبير عن رأيه ضمن ما يسمح به القانون .
لا أقول إلا لك الله يا كويت .

ليست هناك تعليقات: